المقصود به ان نصور سيرة شخص ما , و وقائع حادثه من الاحداث او حصائص مذهب من المذاهب اعتماداً على اجزاء منها و إهمال الباقي , كما يفعل الذي يحب قائداً من القادة العظام فيثني على شجاعته و كرمه و مروءته.
ويتخذ من ذالك وسيله إلى إضفاء نوع من القدسه عليه مع غض الطرف عن جوانب مهمه في شخصيته مثل كونه لايصلي ولا يصوم ويأكل اموال الناس بالباطل... إن الذي يفعل ذالك يقوم بعمل إنتقائي .
قد يلتبس التفكير الإنتقائي بمظهر اخر معاكس حين يتم تقويم شخص من الاشخاص من افق سيئاته وسلبيته , مع غض الطرف عن محاسنه ومحامده.
لابد ان تقول: إن الإنتقائية على المستوى الأخلاقي نوعان النوع الأول: نوع تلقائي غير مقصود , كما يحدث مع المؤرخ في تصوير الوقائع , فالروايات المتعددة و المتضاربه احياناً حول حادثة ما , تملي عليه ان يختار منها مايناسب مع رؤيته لعامه لتلك الحادثه , وحين تتوفر معلومات كثيره عن واقعة ما , فإن المؤرخ سيضطر إلى لاختيار والإنتقاء اضف غلى ذالك ان ثقافة المؤارخ و وحدسه و مدى اطلاعه على الحادثه التي يؤارخ لها إلى جانب خياله و مزاجه , كل ذالك يسهم في تشكيل الصوره ألتي إجتهد في تقديمها وهذا يجعل التاريخ كله إنتقائياً.
كما ان هذا النوع من الانتقائيه لا يؤادي بصاحبه إلى الحرج و المؤخذه اذا بذل جهده في جعل عمله موضوعياً و دقيقاً و وافياً إلى اقصى حد ممكن .
اما النوع الثاني من التفكير الانتقائي لا يكو سببه وعورة الموضوع او قصور في لالدوات او الوسائط المعروفه لصاحبه , بل ينشأ بسبب ضعف امانة صاحبه ونقص حرصف في وصع الامور في نصابها , كما ينشء نتيجة سيطره اهوائه و مصالحه الخاصه عليه , و هذا النوع من التفكير يشكل إخلالاً بواجب قيام المسلم لله تعالى بالحق و العدل إلى جانب انه يفرز ألاوهام و الضلالات التي يفرزها النوع الاول من التفكير الانقائي ولذي قلنا انه تلقائي وغير مقصود
إن الانتقاء بنوعيه المقصود و إلا مقصود يكان يكون قانوناً من قوانين الادراك و جزءاً مهماً من عملية إشتغال العقل , و هو يصور الاشياء.
إن تفكيرنا حين يأتي لاستيعاب ظاهرة ما , يحيلها إلى حطام ليصطفي منها صوراً معينه تتناسب مع محتوى مخزوناته , فالإنسان لا يشهد كل ما تقع عليه عيناه حتى القارء للنص من النصوص لا يمتص منه إلى ما يتناسب مع مركبه العقلي و الصور الذهنيه المحفوظه لديه حول مضمود ذالك النص .
و معتقدات الانستن هي الاخرى توجه طريقة التقاطه للخصائص و الميزات و العيوب .
مقتبس من كتاب ( خطوه نحو التفكير القويم _ التفكير الانتقائي_ صفحه 85 )
جميل الموضوع و مفيد
ردحذف